التخطي إلى المحتوى الرئيسي

التعرية البحرية وجيومورفولوجيا السواحل


الجزء الرابع


مظاهر النحت البحري


1- الجروف Cliffs :


وهى من الظاهرات الجيومورفولوجيه الهامة التي يرتبط تكوينها بفعل الب\\حر . وتتفاوت هذه الجروف في تكوينها وتفاصيل أشكالها تفاوتا كبيرا ويتوقف هذا على طبيعية الصخر ونظام بنائه وغير ذلك من الأمور التي سبقت دراستها عند الكلام على طبيعة السواحل .

فالصخور الصلبة المتماسكة ومثلها الحجر الرملي الأحمر القديم والصخر الجيري المندمج والجرانيت يتم نحتها تراجعيا ببطء شديد ، ولهذا فهي تنشئ جروفا شديدة الانحدار تقف قائمة كرؤوس أرضية Headlands أما الصخور الهشة القليلة المقاومة لتأثير البحر فان نحتها يتم بسرعة ، فتتكون بذلك الخلجان البحرية . ومع هذا فان تكوين الجروف لا يقتصرفىالواقع على الصخور الصلدة المقاومة وحدها ، بل يتعداها إلى الصخور الطباشيرية المشهورة بليونتها . فهى تكون جروفا شديدة الانحدار على سواحل دورسيت Dorset المطلة على بحر المانش ، وجزيرة وايت Wight وساحل سسيكس Sussex وشرق كنت Kent وأجزاء من ساحل يوركشير والساحل الفرنسي على المانش .

وتبدو طبقات الصخر الطباشيري أفقية في بعض الجهات كما في ساحل يوركشير وسيسكس ، وفي الاخيرة يصل ارتفاعها أحيانا إلى 150م . وقد تأثر الصخر الطباشيري في بعض الجهات بالالتواء حتى لتبدو الطبقات شديدة الميل . ويبدو أن الضغوط الالتوائية قد عملت على إدماجه على غير العادة ، فبقى متماسكا لدرجة انه قد صمد لفعل البحر الذي اقتطع منه أجزاء مكونا لمسلات تبدو طبقاتها الصخرية شبه قائمة . وتتراجع مثل هذه الجروف بسرعة ، إذ أن عملية التقويض السفلي للأمواج في قواعد الجروف تؤدي إلى تكرار تساقط الصخور المعلقة .



(9) مراحل تكوين الجرف والرصيف التحاتي


وتنشط عملية تساقط الصخور وانزلاقها حينما يتألف الجرف من صخور مندمجة ترتكز على صخور هشة . ففي بعض أجزاء من ساحل إنجلترا الجنوبي وجزيرة وايت ترتكز الصخور الطباشيرية على رواسب صلصالية . وحينما تتساقط الأمطار بغزارة يتشبع الصلصال بالمياه ويصبح لزجا . فيسبب انزلاقات في الجروف يصل مداها على امتداد طولها إلى بضعة كيلومترات ، هذا على الرغم من أن الطبقات تميل نحو اليابس . ومن الممكن أن تنشئ التعرية البحرية في التكوينات الصلصالية الجليدية رغم ليونتها جروفا شديدة الانحدار . وذلك بسبب سرعة التقويض السفلي الذي تمارسه الأمواج . ونشاهد هذه الظاهرة في بعض سواحل بريطانيا ومنها سواحل يوركشير . وتتراجع تلك السواحل نحو اليابس بسرعة معدلها السنوي بين 1.8-2م. وقد قدر أنه لو أن معدل التراجع الحالي ظل مستمرا منذ العهد الروماني حتى وقتنا الحالي ، فإن شريطا من اليابس الساحلي يبلغ متوسط عرضه 4كم قد أكله البحر تماما منذ ذلك العهد . وقد أصبحت مواقع كثير من مراكز الاستقرار القديمة مجرد أسماء في سجلات التاريخ أو على الخرائط القديمة ، فقد أبتلعها البحر ولم يعد لها وجود على اليابس البريطاني .

وتظهر الجروف البحرية في بعض أجزاء الساحل الشمالي الغربي لمصر المعروف بساحل مريوط ، خصوصا فيما بين رأس الضبعه ورأس علم الروم حيث تبرز صخور الهضبة الجيرية الميوسينية في البحر على شكل رؤوس وجروف شديدة الانحدار تلاطم الأمواج أسافلها . والى الغرب من مرسى مطروح تبتعد الهضبة عن البحر أحيانا ، وتقترب منه أو تشرف عليه على شكل جروف خصوصا عند الرؤوس أحيانا أخرى . ومن أجمل الجروف ما يشاهد منها عند رأس الحكمة ، ورأس علم الروم وفي منطقة عجيبة (غربي مرسى مطروح) وعند راس السلوم .

الجروف النشطة والجروف الساكنة :-

وينبغي عند دراسة الجروف الساحلية التفريق بين نمطين منها :-



الجروف النشيطة Activ أو الحية Live أو الجروف الساكنة Inactive أو الميتة Dead .
أما الجروف النشطة فتعاني فعل الأمواج عند حضيضها أو تتراجع نحو اليابس بتأثير عمليات التعرية كالغسل والتحديد Gullyins والزحف والانزلاق ، بينما تنعزل الجروف الساكنه عن البحر وفعل بواسطة الحصى البحري المتراكم عند أسافلها وبالرمال والرواسب المستنقعية أو بواسطة الأرصفة البحرية الصخرية . وتتميز الجروف الحية عادة بأوجه مكشوفة ، بينما تتحول أوجه الجروف الميتة إلى منحدرات مستقيمة أو محدبة بواسطة ما يكسوها ويغطيها من رواسب مختلف أنواع التعرية ولا شك أن هنالك صله بين الجروف الساكنة والتغيرات التي حدثت في مناسيب البحر إبان عصرالبلايوستوسين ومنذ انتهائه حتى وقتنا الحالي .

ففي أثناء الفترة الدفيئة الأخيرة (فيما قبل فورم) كان منسوب البحر عاليا ، وكانت الجروف حيه نشطة عن طريق نحت الأمواج إبان تكوين الرصيف الموناستيري . وفي أثناء فترة فورم الجليدية هبط منسوب البحر فابتعد عنها فعل الأمواج ، وتعرضت في ذات الوقت لفعل عمليات التجوية والانسياب الأرضي ، فغطيت بغطاء سميك من الرواسب ، واصبح الغطاء الرسوبي هو المتحكم في شكل منحدراتها .



أنواع الجروف :-


يمكن تقسيم الجروف إلى الأنماط الآتية :-

1- جروف الصلصال المتماسك ذات الأوجه الرأسية أو القريبة من الرأسية .
2- الجروف المتأثرة بالإنزلاقات الأرضية . ويشيع وجودها في التراكيب الصخرية التي تتألف من طبقات صخرية علوية مسامية منفذه ، ومن أخرى سفلية صماء غير منفذه . ويتألف الجرف من هذا النوع من ثلاثة أجزاء :-
أ)- علوي نشط ينشأ عن تساقط الصخر .
ب)- وسفلي مغطي بالرواسب .
ج)- ثم الجزء الثالث الذي ينشأ من قطع الأمواج لأطراف الجزء السفلي .

3- الجروف الرأسية في الصخور المتجانسة ، ويصحبها منحدر ركام سفحي صغير عند أسافلها ، ناشئ عن تساقط الصخور ، كما يرتبط بها تكوين رصيف بحري تحاتي . وتتمكن التعرية والتجوية أحيانا من تكوين كهوف ومسلات من خلال عملها في الفواصل التي تكتنف الصخور .

4- جروف مدرجة ، وتنشأ في التراكيب الصخرية الأفقية التي تتألف من طبقات متعاقبة من الصخور المقاومة والصخور الضعيفة غير المقاومة للتعرية .

5- جروف ناشئة في صخور أفقية رملية أو جيرية ، أو بازلتية أو جرانيتية تتصف بوجود أسطح انفصال طبقي كاذبة واضحة . وتكون هذه الجروف رأسية أو مدرجة حسبما يكتنفها من فواصل و أسطح انفصال طبقي ، ويصحبها أحيانا تكوين المسلات والأعمدة الصخرية وتتصف هذه الجروف عادة بالتعقيد والتنسيق وعدم الانتظام ، فتكثر بها المداخل والخلجان الصغيرة التي تنشأ على امتداد الفواصل والعيوب . وأمثال هذه الجروف كثير في جزر أوركنيز Orkneys حيث الصخور الرملية الحمراء القديمة ، وفي صخور بازلت جيانتس كوسوي Giant’s CauseWay .

6- جروف مشطوفة Bevelledcliffs ، وتتألف من منحدرات مكسوة بالنبات ، محدبة أو مقعرة ، وتنتهي عند أسافلها بجروف حديثة رأسية نتيجة لفعل الأمواج على منسوب البحر الحالي . وهى في العادة جروف ساكنة ميته أصلا ثم بعثت وتجدد نشاطها . ولقد تتألف أمثال هذه الجروف من أربع واجهات متتابعة تتراوح زوايا انحدارها ما بين 5-50 درجة ، نشأت أثناء أربعة أدوار متعاقبة من النحت البحري ، فصلت بينها فترات تعرية قارية . ولهذا فهي "متعددة الدورة" .

7- جروف تتألف من طبقات صخرية تميل بشدة صوب البحر وفيها يكون قطاع المنحدر محكوما بسطح طبقي واحد معلوم . وفي بعض الأحيان يكون انحدار الجرف أقل من زاوية الميل الطبقي ومن ثم يتخذ القطاع مظهر سن المنشار .

8- الجروف الوعرة : وتتكون من الصخور الهشة غير المتماسكة التي يصيبها التمدد الشديد بفعل الماء الجاري في قنوات و نهيرات وتكتنفها عند أسافلها مراوح رسوبية .


الكهوف والأقواس والمسلات البحرية :-

وهى جميعا ظاهرات ثانوية تنشأ بفعل الأمواج أثناء عمليات تكوين الجروف التي تتكون من صخور صلدة . وتتكون الكهوف على امتداد خطوط ضعف عند قواعد الجروف التي تتعرض فترة طويلة لفعل الأمواج . ويبدو الكهف Cave في هيئة نفق أسطواني الشكل يمتد داخل الجرف متتبعا خط الضعف الصخري ، ويتناقص قطره من مدخله صوب داخليته (شكل 10) وإذا حدث وكان هناك فاصل Joint في صخر سقف الكهف يمتد من حوالي نهايته رأسيا إلى سطح الجرف ، فانه يتسع بمرور الزمن ثم ينفتح الجرف مكونا لما يعرف بالثقب الانفجاري Blowhole شكل 10


ويبدو أن هذا التعبير قد اشتق من عملية تكوين الثقب ذاته التي تحدث نتيجة لتتابع إنضغاط الهواء المحتبس في الكهف وخلخلته بشكل انفجاري (وهي نفس العملية التي تؤدي إلى توسيع أو إطالة الكهف في داخل الجرف) ، ثم من ظاهرة انبثاق المياه خلاله وخروجها إلى سطح الجرف مندفعة في الجو . ويحدث انبثاق المياه خلاله بواسطة قوة ضغط الأمواج حينما تدلف بعنف في داخل الكهف أسفل قصبة الثقب .




(10) كهف وثقب انفجاري ومدخل بحري


وبمرور الزمن مع استمرار فعل الأمواج يتسع الكهف ويرق سقفه فينهار ، ويظهر بذلك مدخل Inlet في الجرف طويل وضيق (شكل 10) يعرف باسم جيو Geo في جزر أوركني Orkneys بشمال اسكتلندا ويمكنك أن تشاهد مدخلا مماثلا في جرف عجيبه يعزوه بعض الجيولوجين لعمليات إنكسارية ، وترجعه إلى فعل التعرية البحرية . والى الشرق منه مباشرة يبدو الجرف وقد تآكل قرب اتصاله بالبحر إذ تمتد بداخله فجوة Notch سقفها ما يزال صلدا متماسكا لكن مصيره إلى الانهيار ، فالفجوة تتعمق باستمرار في داخل الجرف ، إذ قد تطولها الأمواج خاصة في الشتاء .

وتنشأ الأقواس حينما يمتد اليابس في هيئة رأس أو لسان في البحر فتنحت الأمواج في كلا جانبيه كهوفا ما تلبث باستمرار فعل الأمواج أن يتصل منها كل كهفين متقابلين فيتكون من ذلك قوس أو قبو Arch بحري طبيعي . وحينما ينهار سقف القوس تبقى نهاية الرأس أو اللسان في البحر قائمة في شكل مسلة Stack ، ومآلها هي الأخرى إلى الزوال . ويمكنك أن تتبع أطوار تكوين الأقواس والمسلات في الشكل رقم (11)

ومن أمثله الأقواس البحرية القوس الذي نحرته الأمواج في صخره (مسلة) الروشة الكبيرة الجيرية التركيب أمام ساحل بيروت (شكل 12) ، وأقواس شواطئ جزيرة كابري (جنوب ساحل نابولي بإيطاليا) وقوس دردل دور Durdle Door بساحل دورسيت بجنوب إنجلترا وغيرها كثير . ومن أشهر مسلات ساحل مريوط ما يوجد منها في منطقة عجيبة ، وهى تتألف من صخور جيرية ، ومثلها المسلتان الموجودتان أمام ساحل بيروت (إحداهما الكبيرة المشار إليها آنفا) والمعروفتان باسم "الروشة" .



وهناك مسلات بحرية شهيرة في شواطئ جزيرة كابري ، ويوجد الكثير منها في شواطئ الجزر البريطانية : منها ما يتركب من صخور طباشيرية ومثلها النيدلز Needles بشواطئ جزيرة وايت ، أو صخور رملية في شواطئ جزر اوركني ، ومنها ما يتألف من صخور نارية في غرب جزر هبريدا الخارجية .
وإذا ما أردنا أن نجعل لقطاع الشاطئ دورة تعرية ، فان هذه المرحلة التي تتميز بجروف غير منتظمة وشديدة الانحدار ، وبسواحل تكتنفها الرؤوس والخلجان ، يمكن اعتبارها مرحلة شباب Youth Stage .



(11) أطوار تكوين الأقواس والمسلات


الرصيف البحري التحاتي Wave-cutplat Form :-

ويرتبط تكوينه بنحت الأمواج وتراجع الجروف . ويوضح الشكل (9 أ ، ب ، جـ ، د ، هـ) مراحل تراجع الجرف وتكوين الرصيف التحاتي ففي الشكل رقم (9 أ) ترى بداية فعل التعرية البحرية في هامش اليابس الذي تلامسه مياه عميقة نسبيا .

وفي الشكل رقم (9 ب) يتكون الجرف نتيجة للنحت والتقويض السفلي ، كما ينشأ الرصيف التحاتي نتيجة لتراجع الجرف نحو اليابس . أما المواد الصخرية التي نتجت عن تآكل الجرف فإنها تتأرجح في حركتها بواسطة الأمواج بين دفع وسحب فيما بين علامتي المد والجزر . وفي النهاية نجد قسما كبيرا من هذه المواد التي يسحق بعضها بعضا بواسطة الاحتكاك Attrition يتحرك أما جنوب البحر لكي يتراكم أسفل المستوى الذي عنده يتلاشى فعل الأمواج (حوالي نهاية الرصيف التحاتي تجاه البحر) مكونا لشط bank أو مصطبة (شكل 9 ب) ، أو قد يدفعه تيار ساحلي أمامه حيث يرسبه في مكان آخر .


(12) تكوين الفجوة والكهف والثقب الانفجاري


وتعمل المواد الصخرية أثناء تحركها جيئة وذهابا فوق الرصيف التحاتي الذي ينحدر انحدار هينا نحو البحر على نحره وصقله باستمرار . ومن أشهر الأرصفة البحرية التحاتية الرصيف البحري بغرب النرويج Strand Flat الذي يبلغ اتساعه أكثر من 50 كم . وهو ما يزال آخذا في الاتساع نتيجة لسرعة تراجع الجروف البحرية بسبب نشاط عوامل التجوية خصوصا فعل الصقيع ، بالإضافة إلى أن الأمواج العاتية قادرة على إزالة المواد الصخرية باستمرار ، وبالتالي فان الجروف تظل مكشوفة معرضة لفعل الصقيع والأمواج .

ومثال آخر لرصيف بحري قديم فسيح نجده إلى الشرق من السلوم ، يظاهره جرف قديم يتمثل في حافة الهضبة الجيرية الميوسينية ، وتحد نهايته الغربية من جهة البحر الجروف البحرية الحالية عند رأس السلوم . وعلى امتدا الساحل الغربي لجزيرة مالطة التي تتركب من صخور جيرية تنتمي للزمن الثالث . يمتد رصيف بحري فسيح مستوى من صنع الأمواج . وما سهل بنغازي الذي يبدو بشكل مثلث رأسه في الشمال وقاعدته في الجنوب (اتساعها 50 كم) ، الا رصيفا بحريا تكون أثناء عصر البلايوستوسين .

وحينما تنظر إلى الشكل (9 حـ) نرى الجرف بتراجعه قد أصبح أكثر ارتفاعا ، كما أن الرصيف التحاتي قد ازداد اتساعا ، ويزداد عرض المصطبة الرسوبية أيضا . وعندما يصل الرصيف التحاتي إلى اتساع معين فانه يتغطى بمياه ضحلة (9 د) وتبعا لذلك يقل تأثير الأمواج ، فتضمحل التعرية البحرية ، ثم تتوقف تماما (شكل 9 هـ) ، وتكون بذلك قد وصلت في دورتها إلى مرحلة النضج Stage of maturity فيصبح قطاع الشاطئ وقد تشكل بجرف بحري ينحدر انحدار هينا نحو البحر ، فيه ما تزال التعرية القارية تمارس فعلها ، وبرصيف صخري قد تغطيه طبقة رقيقة من الرواسب وبمصطبة رسوبية ، وتصبح لعمليات النقل والارساب أهمية متزايدة . ومن الممكن أن نتابع الدورة إلى مرحلة الشيخوخة Stage of oldage ، فيصبح قطاع الشاطئ وقد تشكل بجرف بحري ينحدر انحدارا هينا نحو البحر ، فيه ما تزال التعرية القارية تمارس فعلها ، وبرصيف صخري قد تغطيه طبقة رقيقة من الرواسب وبمصطبة رسوبية ، وتصبح لعمليات النقل والارساب أهمية متزايدة .

ومن الممكن أن نتابع الدورة إلى مرحلة الشيخوخة Stage of oldage فندعي ولو من الوجهة النظرية أن الجرف سيتآكل بواسطة التعرية القارية ، فيتراجع إلى أن يصبح الانحدار هينا بدرجة غير ملموسة (شكل 9 هـ) ، ويزداد تراكم المواد فوق المصطبة الرسوبية باستمرار . ومن المحتمل أن بعض السهول التحاتية الساحلية Peneplains التي توجد الآن فوق منسوب البحر قد تكونت نتيجة لعمليات تعرية وتسوية بحرية واسعة المدى .
دأبت في عملها خلال العصور الجيولوجية وكان نطاق الساحل أثناءها يتعرض لهبوط تدريجي بطئ



3- الجسور الطبيعية والأقواس والأنفاق البحرية : Natural bridges, marine arches and channels

الأقواس أو الكبارى البحرية هى فجوات متقابلة محفورة فى الجروف البحرية بصورة متقابلة ، بحيث تعمل على إلتقائها معا ، ليشكلا فجوة ممتدة فى الصخر ، وترتبط هذه الفجوة عادة بمناطق الضعف فى الصخر أما

لكون هذا الصخر ذو مقاومة ضعيفة لعوامل النحت وإما لضعف فى بنية طبقات الصخور نفسها كوجود الفواصل والشقوق . ويطلق تعبير نفق بحرى حينما تكون الكبارى الطبيعية ممتدة مسافة كبيرة داخل الكتلة الصخرية .



4- المداخل البحرية Marine inlet :

يعبر هذا المصطلح على ممر مائى ضيق يتداخل فى اليابس وكثيرا ما يتأثر بتيارات المد والجزر ، وقد ينشأ المدخل البحرى عن انهيار أسقف الكهوف البحرية أمام هجمات الأمواج ، كما ترتبط المداخل البحرية أيضا بمصبات الأنهار والأودية الجليدية . وعلى ذلك تصنف المداخل للأنماط الآتية تبعا لإختلاف نشأتها :

أ- المداخل البحرية الإنكسارية :

Faulted marine inletsتنشأ عن الإنكسارات وخاصة إذا كان خط الإنكسار عمودى على إتجاه خط الساحل ، ويكون المدخل البحرى أكثر عمقا فى حالة الأغوار الصدعية .

ب- المداخل البحرية الإلتوائية : Folded marine inlets


تتكون المداخل البحرية الإلتوائية نتيجة للضغط الناتج عن شد الطبقات الصخرية الملتوية مما يعمل ظهور بعض الشقوق الطولية المرتبطة بمحور الإلتواء ، فتصبح هذه الشقوق فريسة سهلة أمام هجمات الأمواج ، فيسهل إزالتها وتداخل أذرع من المياه داخل اليابس .

ج- المداخل البحرية النهرية :


Fluvial marine inletsيرتبط هذا النوع من المداخل البحرية مع مصبات الأنهار سواء أكانت دائمة الجريان أو موسمية أو حتى شبه جافة ، مثل المداخل المنتشرة غربى مرسى مطروح لأودية عجيبة والحشايفى ، وأودية الجبل الأخضر بليبيا وساحل الصومال . وقد يطلق على هذه الظاهرة تعبير المصبات النهرية الخليجية Eustuaries .


5- المسلات البحرية Marine stacks - sea needles :

وهى عبارة عن أعمدة من الصخور الناتئة كجزر فى البحر ومتاخمة للجروف البحرية ، وتنشأ عن تراجع هذه الجروف ، وتساقط أسقف الأقواس والجسور البحرية أمام هجمات الأمواج . ومصير هذه المسلات أيضا هو النحت والتآكل تماما ، على الرغم من مقاومتها لفعل النحت البحرى فترات زمنية طويلة ، إلا أنها هى الأخرى تتعرض للإنقسام والتآكل والتفتيت ، وخاصة عند مواطن الضعف الجيولوجى فى اسفلها فتعمل على نحتها بالتدريج . وقد يطلق تعبير الأعمدة البحريةMarine pillars أو المداخن البحرية Marine chimny على المسلات الطويلة المحدودة القطر .



6- الرؤوس البحرية Marine headlands :

تتكون الرؤوس البحرية والخلجان نتيجة تعرجات خطوط السواحل ، وتبرز الرؤوس داخل البحر بسبب عدة عوامل نحصرها فيما يلى :
أ- رؤوس بحرية ليثولوجية : تنشأ عن صلابة بعض التكوينات الصخرية وصمودها أمام عوامل النحت البحرى .
ب- رؤوس بحرية تركيبية : تنشأ عن بعض التراكيب الجيولوجية مثل الثنيات ( الطيات ) وحيدة الميل Mono-clinal folds . وقد تتكون الرؤوس أيضا نتيجة الثنيات المحدبة والإنكسارات المتتدة بصورة عمودية على إتجاه خط الساحل .
ج- رؤوس بحرية تنشأ بسبب ضعف عوامل النحت البحرى الذى يحدث نتيجة ضحالة المنطقة الشاطئية ، أو نظم الرياح السائدة بالإقليم ، أو مسارات التيارات البحرية وعلاقتها بتوجيه خط الساحل وغيرها من العوامل .


7- الرصيـف البحـرى التحاتـى Wave-cut platforms :

يرتبط تشكيل الرصيف البحرى التحاتى بتراجع الجروف صوب اليابس ، نتيجة عمليات النحت البحرى بالأمواج ، والتقويض السفلى لقواعد الجروف البحرية . وتتميز الأرصفة البحرية باستوائها نتيجة احتكاك الأمواج باسطحها ، وتنحدر بصفة عامة نحو البحر إنحدارا هينا .

تعليقات

  1. Lucky Seven Casino - Review | $25 No Deposit Bonus
    Lucky Seven Casino Review 바카라 규칙 2021 ➤ Including latest bonus codes 바카라전략 & promotions. ➤ Read our 먹튀검증 review and claim your $25 바카라테이블 Free 호날두 주니어 Bonus Today!

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التعرية البحرية وجيومورفولوجيا السواحل

التعرية البحرية وجيومورفولوجيا السواحل